الجمعة، 21 يونيو 2013

الموت

دائما ما تسائل وأنا صغيرة عن سر حزن الناس عند فقدهم لشخص ما  فقد كنت أعتبر ذلك شئ طبيعي وأقول لنفسي نعم انه شئ طبيعي حتي كبرت في العمر وأحسست باحساس فقد عزيز عندما توفي والد زميلتي  كان ذلك منذ احدي عشر عام ، وأطل الموت برأسه مرات أخري  في حياتي حين توفيت جدتي  وبرغم عدم قربي منها  إلا انني أحسست بشعور الفقد الشديد فقد صرت بلا جدة وقد توفيت جدتي الاخري وانا صغيرة وقد بكيت حينها كثيرا ولكن كجميع الاطفال سرعان ما استانفت نشاطي ولعبي ، حتي شهور قليلة مضت فقدت أختبرت سلسلة من أحداث الموت التي غيرت حياتي للابد.
فأول حدث موت كان موتي جدة صديقتي العزيزة التي طالما اعتبرتها جدتي  فقد كانت من الاشخاص التي تحل البركة علي من حولهم بسببهم كانت من هؤلاء الناس المباركيين الذين ينطبق عليهم حيث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لولا أطفال رضع وشيوخ ركع، وبهائم رتَّع، لصب عليكم البلاء صبَّا ، ثم بعدها بأيام موت والد نفس الصديقة  وقد كنت مريضه جدا يومها فاتصلتي بأبي طالبا منه حضور صلاة الجنازة وذهب بالفعل  لظروف مرضي وسكني بمحافظة أخري
ومرت ثلاثة شهور ومرض والدي لثلاثة ايام وتوفي في اليوم الرابع وأختلفت الدنيا منذ ذلك اليوم ولم تعد هناك أي متعة بالحياة  وقد أخفيت الحزن بداخلي فحزن أمي أشد من أي حزن فلا أستطيع أن أبوح بحزني ومر أكثر من شهرين وتوفي جي عم أبي ، الجد الوحيد الذي حظيت به والذي لم أوفيه حقه ، والآن أحس بشبح الموت يلتف من حولي وأتذكر أبي بشكل يومي في كل حركة و كل نفس وأفتقد بشدة وألوم علي نفسي أني لم أتحدث معه أكثر أو أحبه اكثر فقد كان من أشد الناس حنانا علينا وحتي علي الغرباء ، كنا في بعض الاحيان نضيق بكثرة سؤاله علينا وكثرة ترديده أحبكم حتي لما يعد هناك من يسأل علينا أو يحبنا فقد حرمت من حنان شديد لن أعوضه أبدا.
اللهم أرحم أبي وجميع موتنا وموتي المسلمين وأرزقهه النظر إلي وجهك الكريم ومرافقه حبيبك المصطفي وأرزقه أعلي عليين آمين يارب العالمين.

ليست هناك تعليقات: